المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1994
“تقمصت وجه أدونيس خلعته وأشحت عن المرايا. كنت أرغب في القصائد الثورية الحماسية الجماهيرية. كنت أرغب في وجه الشاعر يوسف الخطيب. ورأيتني تخلعني القبائل وتنبذني القوافل. وتثور ثائرة سعادة المدير العام لأن ذبابه لم يقف منتصف الهامة، ولم يفز كالرمح حين مر سعادته مثل نسمة هواء ثقيل من أمام مكتبه. ويظلم وجه سعادته التعيس ويزعق: أصلاً أنت مقطوع من شجرة… فجرد لاجئ… بلا جذور. واحد عربي منبت صحيح. وعربي لا علاقة له بعربي تسير سيبول. عربي ذبابة لا كيان مجهرياً لها. تطاردها مبيدات الحشرات، في الموانئ ذات أبحار القاحلة. وفي المدن الصحراوية، حيث إدعال القبائل، وكهوف القوافل”.