لمعة ، منيف ، مؤنس ..

عندما أمسَك كل منهم بقلمه وسكب حبره على ورق الرسائل، لينتشل نفسه وينتشل أحبائه من حضيض اليأس بأسطر من الأمل، لم يكن أياً منهم يعرف، بأن الزمان يطلب منهم أن يسجلوا الحدث ويسجلوا الشعور.. لنقرأ نحن أيضاً. فنتلقى الرسالة ونقرأها، نعيش الحدث الموجع، حدث اعتقال منيف في سجن الجفر، نحاول الفهم .. كما هم، نقرأ الحدث بتفاصيله وكأنه اليوم، نلمس […]

Learn More →

تأملات

مؤنس الرزاز في رحلتي الطويلة من زياراتي إلى “الجفر” طفلاً، إلى انقلابات الرفاق السابقين في دمشق وبغداد .. رأيت ملايين العيون. حدقت فيها فمستني كهرباء ترسل ألاف الرسائل: رسائل الحب والخديعة  والمرارة والمراوغة والصراحة : كهرباء خفيه نورها ملموس! من سكينة جبال الألب في  النمسا إلى الحرب الأهلية في لبنان وصخبها المدموم سمعت مشجرة الموت في القلوب القوية الفتية الرياضية، […]

Learn More →

١٩٥٨/١١/٢٦ “مؤنس شارد الذهن في الصف يفكر بأبيه”

هل وصلتك صورة مؤنس ؟ وبقية الاغراض! منيفي الحبيب للآن لم استلم منك رسالة ولاريب أن السبب هو تأخري السابق في الكتابة وانتظارك الى أن تستلم رسالتي إذن فأنا استحق أن انتظر بضعة أيام.. وصبري يكاد ينفذ وانشغالي يزداد! فالراحة التي اشعرها عند إستلام رسالتك طيلة النهار واليوم الذي يليه ثم يبدأ الانتظار والقلق والتساؤل. وسبب كل ذلك اننا نعيش […]

Learn More →

١٩٥٨/١٠/٢٥ “سنة ونصف على السجن..” غريبة هذه القدرة في الانسان على تكييف نفسه ..

لمعتي الحبيبة : هذا هو اليوم الأول من الشهر التاسع عشر، صباح اليوم أكملت عاماً ونصف، وبدأنا نصف عام جديد، نعلم متى يبدأ ولا نعلم متى ينتهي. ولكن سينتهي حتماً بشكل ما، وسنلتقي ونبدأ حياتنا من جديد، كيف؟ ومتى؟ لست أدري. ولكنني أعلم أن هذا اليوم اّتٍ لا ريب فيه. ولو قيل لي قبل عام ونصف أنني سأسجن هذه المدة […]

Learn More →

١٩٥٨/١٠/٢٣ “هل يبكي الكشاف الصغير؟ “

منيفي الحبيب .. مضت أيام وأنا أحاول الكتابة فلا أستطيع . أحيانا بسبب الضيوف يفدون وأنا على وشك الابتداء.. ثم بسبب ضيق انتظر زواله لأكتب ثم انتظر.. لعل تقديراتنا وتشاؤمنا يكون في غير محله. لربما تصلون .. وتعودون هكذا فجأة كما أُخذتم فجأة! استلمت رسالتك المؤرخة في 16 و19 وشعرت بالغبطة تجتاحني ولكن لم البث أن أحسست بانتكاسة كبيرة وشعرت […]

Learn More →

١٩٥٨/١٠/١٧ “الأمطار تعود وانت لم تعد ، جريمتك انك تفكر…”

منيفي الحبيب صحوت ليلة البارحة على صوت.. كان صوت نزول الأمطار وبشكل غزير ولأول مره طبعاً.. وبين النوم والصحو شعرت بقبضه قاسية تعتصر قلبي وبألم غريب ووحشة .. هاهي الامطار تعود وأنت لم تعد.. هاهي الفصول تتعاقب وأنت لا تعود ! لم ولأي جريمة ارتكبتموها؟؟ جريمة حق الانسان بأن يفكر! ومهما يكن الأمر فقد كانت فترة مظلمة قاسيه ولكن هل […]

Learn More →

١٩٥٨/٩/١٩ ” مؤنس يحلم بعودة ابيه “

منيفي الحبيب، أرسلت إليك البارحة طرداً يحتوي على بعض الكتب وجرزاية صوف و كلسات.. وكنت أسمعك في نفسي تردد كلمتك هل انت متشائمة؟ وضحكت.. ستظن أنني متشائمة عند استلامك للطرد ولكن لا.. من يدري فالجو يتحسن.. ومؤنس قد حلم بالليل أن شخصاً ناداه وقال له ماذا تريد يا ولد؟  فقال  “أريد بابا” فأجابه الشخص المجهول في الحلم “سيأتي إليك في […]

Learn More →

١٩٥٨/٩/١٥ “المشاكل المادية أتحملها بدون ضيق … لكني بحاجة الى رسائلك..”

منيفي الحبيب، كنت متوترة الأعصاب البارحة، واليوم الذي سبقه وكنت متضايقه ابحث عن سبب لضيقي وتبرمي غير شكوانا التى اعتدنا عليها.. فلا اجد إلا انني انتظر رسالة منك، انتظرها الى العاشرة صباحا ثم انتظرها الى الحادية عشر ثم اقطع الامل واشعر بالضيق. وأن الدنيا على رحبها قد ضاقت وضاقت واطبقت علي.. إنه شعور فظيع يقطع الإنسان عن عالمه حتى لا […]

Learn More →

١٩٥٧/٨/١٠ ” تأجير السيارة والعيادة لتوفير الدخل ؟ “

لمعتي الحبيبة : لك قبلاتي الكثيرة وحبي وشوقي . وبعد فهاهي الأيام تمر . والشوق يزداد . ولسنا ندري متى تنتهي . أوليس عندكم بادرة نهاية؟ تصلنا هنا أخبار عن قرب نهاية هذا العهد. فهل يا ترى هي مجرد تمنيات؟ تعبت اليوم من كتابة قصة لمؤنس. لا ادري هل ستعجبه ؟ وانا فقير في اختراع القصص. ولكن أرجو أن تكون […]

Learn More →

١٩٥٧/٧/٢٩ ” رسالة مطمئنة عقب سواد طغى على كل شيء “

يامنيفي الحبيب. أشعر بهدوء غريب وراحة نفسيه للمرة الاولى بعد هذه الأشهر السوداء .. أشعر براحة تنبعث في أعماقي ويدي تضم رسالتك الأخيرة وعيني تنتقل من عبارة إلى أخرى لاتريد ابداً أن تنتهي من قراءتها.. وكنت للآن أعود لرسائلك السابقة .. لرسائلك في المنفى الماضي (1) كنت أعود إليها وأعيد تلاوتها لتسكب في نفسي أثراً من تلك الشعلة المقدسة ولأشعر […]

Learn More →