١٩٦٣/١٠/٨ ” مؤنس وعمر.. بداية الشراكة “

أبي العزيز

تحيه وأشواق وبعد

إننا مشتاقون إليكم كثيراً. لا أدري لماذا أصبح عمر مغرماً بالإسطوانات فإنه كل يوم الصبح يأتي قائلاً: مؤنس حطلي (يامصطفى) إنه يعني حطلي إسطوانه وحين يلعب معنا (طمايه) فعندما أجده خلف الباب يغطي عينيه بيديه كالنعامة.

لقد بدأت في كتابة هذا الرسالة أمس الصبح ولكن السيارة حضرت فتركت الكتابة وقد كنت قد وصلت الى كلمة (قائلا:) في ثاني سطر. واليوم فقت باكراً لأكتب لك. أما عمر فقد تغير تغيراً تاماً لقد أصبح يعطيني ملبس إذا كان معه وأمس نزلنا نشتري (بوت كرة قدم) لي فعلق إلا أن يشتري علكه ولما اشترينا له ذهب معنا ولكنه أخذ يبكي وقعد في الرصيف قائلاً : بدي علكه. ولما رجعنا واشترينا له ما أن أمسك العلكه حتى أسرع وأعطاني هذه العلكه إنها ليست علكه بل هي (ملبسه تشبه العلكه، شكلها كالعلكه) ولكن عمر دائماً عندما يرجع إلى البيت من المشاوير يقعد على الدرج ويعمل حفلة بكاء بدو يرجع ولا أحد يقدرأن يرجعه إلا أنا فأنزل له وأقول له: هلأ بكتب لبابا في الشام وبقلو إن عمر ببكي. وماما زعلانه منك بدها تسافر فيركض إلى البيت مسرعاً قائلاً : ماما سامحيني سامحيني.

 

حساب الرسائل دقيق دقيق، ولكن علامات الحساب تترنح

 

 أبي العزيز: لقد كتبت لك قبل أربعة أيام على ما أظن ولكنني أظن أنني لم أوقع فيه أي اكتب تحت “مؤنس منيف سليم الرزاز”

أبي إنني استغرب أنه جائك من ماما ثلاثه مكاتيب ومني خمسة فقد كتبت أنا خمسة وهي خمسة وكنت كلما كتبت تكون قد كتبت أي كتبت لك في 15/9 كتبت لك في 15/9 هي الأخرى كتبت هي في 16/9 ان كتبت أنا في 16/9 وهكذا فكان يجب أن يصلك منها 5 مكاتيب.

أبي: لقد خسرت خسارة كبيرة في الحساب فبعد أن كان معدلي في الحساب “93 ” معدل العلامة أجرى لنا حساب إنكليزي فنزل معدلي إلى 79 لأني أخذت بهذا الإختبار 59 .

أبي العزيز: سلامي إليك وإلى عمو جمال وعمو حمدي وعمو أمين وعمو محمود(1). كم أود أن أراكم عما قريب.

الإنسان الذي يحبك من كل قلبه.

ولدك مؤنس منيف الرزاز

 الرسالة بخط اليد:

 

(1) محمود المعايطه.