١٩٦٣/١٠/١٧ ” الجد والجدة يعودان من السفر “
منيف الحبيب
اكتب لك من عند نعمت(1)، فقد نزلت لأمضي بعض الوقت مع عمر في المدرسة فقالت لي بأن امي و والدي عادا من بيروت وانهم عندها في البيت. فأخذت عمر وذهبت اليهم. واما الوالد فصحتة جيدة جداً وقد استفاد لدرجة كبيرة ولكنهم عادوا ليكونوا معي بعد ان وجدوا ان حساباتهم لم تكن صحيحة(2). أما تحية عمر لهم فكانت رائعة وكان والدي يصلي عندما وصلنا فبعد أن سلم على امي بسرعة وقبلها إندفع كالسهم لعند جدو واحتضن رأسه بين يديه الصغيرتين ولم يستطيع الصبر الى أن ينهي الصلاة. وقد فرح جداً بهداياه الجميلة. وهو الآن يدور ويغني “آه يافارة ديري بالك”. والجميع مطروبون حوله وهو يرفض النوم الآن وعندما اناديه لينام يرد بقوله “نعم ماما حبيبتي هلأ آجي” ثم يضع رأسه على المخدة ويتظاهر بالنوم “ويشخور”!
ومؤنس وعمر يداً بيد..
مؤنس لم يعد من المدرسة بعد. ولو رأيتهم اليوم صباحاً كيف كانوا يجلسون بجانب بعض هو وعمر على درجات البيت في انتظار سيارة مؤنس. وليتك سمعت حديثهم! إنه مضحك وغير قابل للتسجيل.. لعلك تسمعه في القريب وترى كم هو منظر جميل رؤية رأس عمر الصغير إلى جانب رأس مؤنس ويده الصغيرة في يد أخيه.
كيف رشحك اليوم؟ ارجو ان يكون قد انتهى، هل أرسل لك بعض الأدويه؟ هل يلزمك أي شيء سأرسل لك كتاب She came to stay لسيمون اليوم. فأرجو ان تتمتع بقراءته ولكنه طبعاً يختلف عن Mandenies. وقد كنت قد قرأته بالعربية فكان جد سخيف غير مفهوم اوله من آخره.. ولكننا تعودنا ذلك في جميع التراجم التي تأتينا من بيروت وقد وجدت انه يختلف جداً في اللغة الانجليزية. هل وصلك كتابRed & Black وكيف وجدته؟
لك تحيات وقبلات خاصة من امي ووالدي وقبلاتنا نحن مع حبي وشوقي.
(1) الأخت الكبرى.
(2) والدا لمعه، كانا قد ذهبا الى بيروت اعتقاداً منهم بأن الافراج عن منيف سيكون وشيكاً، ولكنهم عادوا بعد ان تبين ان الموضوع سيطول.