شاهر أبو شاحوت

كان منيف الرزاز يرحمه الله قطب المعتقل ومرجع المعتقلين السياسيين إليه يلجأون اليه للمعالجة إذا ألم بأحدهم مرض، وإليه يأتون إذا اختلفوا على تقيم حدث تاريخي وحتى الفتاوي الدينية كنا نذهب بها إليه. كان موسوعة مجسدة في شخص إنسان، وعالماً في اللغة والسياسة والاقتصاد، قارئاً مجداً لا نظير له.

شاهر أبو شاحوت يتذكر منيف الرزاز

يقضي ساعات طويلة في النهار وشطراً من الليل مكباً على ما تقع عليه يده من كتب ومجلات وصحف عربية وأجنبية وفوق ذلك كله خفيف الظل حاضر البديهة تنطلق النكتة من لسانه عفوية ورائعة فنضحك لها طويلا. جاءه يوماً أحد المعتقلين يسأله ماذا يفعل لمعالجة المغص الشديد الذي يشعر به بعد أن وصف له محمود المعايطة أن يغلي “الشيح” ويشربه، فأجابه على الفور هذا السؤال الطبي اذهب به إلى محمود المعايطة وإذا كان لديك سؤال عن المدفعية فأنا أجيبك عليه، وتناقنا جميعاً هذه النكتة وضحكنا لها مدة طويلة.

كانت أحلى سهراتنا في المعتقل تلك الليالي التي كنا فيها نتحلق حوله فيغني لنا بصوت رخيم بعض الأغاني الجميلة الشائعة الصيت وبعد المقامات العربية. هذا مقام بغدادي وهذا مقام حلبي وهذا أندلسي ونحن نترنح طرباً ونصيح الله الله أعد يا أستاذ رحم الله أبا مؤنس فلقد كان أستاذي في مدرسة ثانوية عمان ثم كان رفيقي في الحزب وصديقي الأعز “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” صدق الله العظيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *