لمعة تكتب في وداع منيف 16-9-1984

لم تقل وداعاً ..
لم تقسو نظراتك ..
يدك السمحة بقيت في يدي ..
أصابعك الحنونة تداعب وجنتي ..

لا ترحل .. لا ترحل
ففي صدرك الكبير
يرقد الحلم الأكبر ..

لا ترحل ..
فالأصداف مدفونة
في صدرك ..
تحتضنها .. تخاف عليها
من سمك القرش ..
الشواطئ بعيدة ..
والأمواج عاتية..
والجزارون ينتظرون
سكاكينهم مسنونة ..
ينتظرون..
والضحية .. تقذفها
الأمواج .. تتلقى..
سكاكينهم ..
الضحية .. في وجهي..
ووجهك ..
والسكاكين مشرعة ..
وليس من مرفأ …

نور الصغيرة .. لم تقل لها وداعاً..
تنتظرك .. تسأل
ترقب الهاتف ..
ترفع السماعة..
جدي… جدي …
ويصمت كل شيء
وتلح ..وتلح
تريد أن تراك ..
ودون ذلك المستحيل ..
فقد رحلت..
والغصة في الصدر ..
والجرح ينزف
كما نزف صدرك ..
وأنت قريب .. وأنت هناك ..
وأنت معي أحسك في
شراييني وتنفسي..
أضيع..
ولا أجدني ..
معلقة أنا في الزمان ..
أين أنت …؟
لا يمكن أن تذهب هكذا ..
دائماً كنت تذهب …
والفراغ يمتلئ بك
نابضاً حياً … وتعود ..
تعود إلينا ..
معك تباشير الربيع
والعشب يبعث من جديد !
واليوم تسأل عيناك ..
ولا من مجيب ..
ويتفطر صدرك ..
ولا من مغيث ..
وحدك ملقى على السرير
وحدي أسابق الريح
والزمن …
تكل قدماي
وارادتي الساحقة
تجلدني بسياط
كاوية …
لايمكن… أن لا تكون ….
لا يمكن أن أفلت
هذا الخيط
واه … متقطع …
يتقطع بين أصابعي
و(الملمة) بعناد .. بإصرار
الفجيعة ..
مستحيل … مستحيل
رحيلك هكذا…


يدك الدافئة.. دافئة أبداً
لن أمسك بها..
لن أحس البرودة فيها..
لا يمكن إلا أن تكون
يدك الدافئة أبداً.. أمسك بها بين أهدابي …استند إليها ..
أستريح .!!