اعترافات كاتم صوت
الطبعة الاولى: دار الشروق، عمان، 1986
الطبعة الثانية : المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت، 1986

“الخميس، الصغيرة… كم أحب مغادرة هذا البلد، أسافر في خيالي إلى غابات الأمازون أطير إلى كاليفورنيا أنتقل إلى باريس القرن الثامن عشر: إلى ماري انطوانيت يحضر خيالي حقول الأزمنة مثل خلد الحقل… يحفر أنفاقاً صوب أمكنة أخرى… حيث لا أحد يعرف اسمي الحقيقي: كم أتمنى لو أملك طاقية الإخفاء فلا تراني العيون. أبي يقف خلف الواجهة الزجاجية لبيتنا. يحدق إلى تلك النبتة الغربية التي يسمونها “المجنونة”. يقول دون أن يلتفت: متى ستنمو فتغطي هذا الزجاج العاري؟… يسمونها أحياناً “جهنمية” عيون الحرس فوق السور تحدق إلينا. تخترق هذه الجدران الزجاجية، ونحن-أنا وأمي وأبي نحاول، مثل لصوص سلطت أضواء باهرة عليهم بغتة، أن نختفي وراء باب، نتوارى خلف جدار داخلي يجلل عري هذا البيت الزجاجي المستباح والعيون المجلقة.