١٩٦٣/٨/٢ “احب منك ان تبتسم.. وتعتني بأخوك عمر ليضحك باستمرار… قل لماما ان تبتسم باستمرار..”

معتقل الجفر – معان

حبيبي مؤنس

أقبلك قبلات حارة وأرجو أن تكون أنت وعمر والماما بخير. كما أرجو أن لا يكون وجودي هنا قد غير من حياتكم كثيراً. أحب منك دائماً أن تبتسم وأن تلعب وتذهب للسباحة وللنادي وأن تتعلم السباحة وكرة السلة كما كنت تنوي أن تفعل. وأن تعتني بأخوك عمر وأن تلعبه بإستمرار  ليضحك بإستمرار.

حياتنا غير مزعجة..

إن حياتنا هنا غير مزعجة. فالقسم الذي ننام فيه مقسم الى غرف ونحن ننام كل إثنين في غرفة. وأنا وعمو جمال(1) ننام في غرفة واحدة. ومع أن الجو في النهار حار إلا اننا عملنا أمام القسم تعريشه من البطانيات نتظلل بظلها حتى الظهر ونقرأ ونلعب الشدة. أما بعد الظهر فنذهب إلى غرفنا لننام ثم نخرج إلى التعريشه مرة أخرى. ولا نحس بالحر إلا إذا مشينا بالشمس. ومن الصباح حتى المغرب نبقى بلا لباس على صدرنا وظهرنا ونعمل حمام شمس وقد بدأت صدورنا بالإسمرار. وأمام القسم بجانب التعريشة هناك جنينه صغيرة عملها المسجنون قبلنا وكذلك هناك بركة ماء نملأها يومياً بماء نظيفه وينزل فيها عمو حمدي ليسبح رجليه. أما عمو أمين فهو طباخنا الممتاز. وأكثرنا ينام في الليل في هذه الجنينه. أما أنا فأنام في الداخل خشية أن يحرك البرد الذي يأتي في أخر الليل وجع رقبتي وكتفي. وعلى العموم فإن هذا الوجع أحسن الآن.

قل لماما أن تبتسم بإستمرار. ويجب أن تدفعها أنت إلى الابتسام. سلامي إلى جدو وإمي وخالتو وعمر وأخوالك وليد وخالد ومها ومنور وإلى هيثم وهشام وهمام وسعد وسلوم وكذلك سلم على فاطمة وعديلة(2) وقبل عني عمر والماما كثيراً. وإليك قبلاتي .

  منيف الرزاز

 الرسالة بخط اليد:

 

(1) الدكتور جمال الشاعر.

(2) الأخوال والخالات وابنائهم والخادمتان فاطمة وعديلة.