١٩٦٣/١٢/١٧”الأسرة الصغيرة تحتفل بعيد منيف ” غيابياً”

منيف الحبيب

            افكارنا كانت معك طيلة النهار ونحن نحتفل على طريقتنا بعيدك ولو غبت أنت عنه. فقد اشتركنا أنا وعمر في إعداد الكعكة  فخفق البيض وصب لي الحليب على الطحين وكان فرحاً إلى أقصى حد وهو يراقب تطورات الكعكة ولا يفتأ يغني Happy Birthday لبابا، وعندما أتى مؤنس وضعنا الشموع وقام بنفخها عمر بالنيابة عنك. هل وصلتك الهدية الصغيرة في وقتها المناسب. هل أخبرتك أنني اشتريت لك بعض الأشياء الاخرى ووجدت أنها لا تناسب الجفر فاحتفظت بها هنا الى حين عودتك.

لمعه تقرأ الشعر لمؤنس

يوم السبت تنتهي إمتحانات مؤنس وبعد الظهر سيحضر حفلة تقيمها المدرسة إحتفالاً بعيد الميلاد ويوم الأحد نغادر إلى أريحا فأرجو إن ترسل الرسائل إلى هناك وعندما نعود سأخبرك مسبقاً. واظن ان عطلة مؤنس ستكون طويله حوالي  18 يوماً . أقرر بعدها إن كنت سأدعه ينزل لوحده عند نعمت ام أنزل معه إلى البيت. وكل ذلك يتوقف طبعاً على مدى النجاح الذي سنحرزه في تغيير نفسيته وتجديد أمله وثقته واهتمامه بالحياة وفتح منافذ جديدة يشرق منها النور والأمل إلى قلبه. وقد تحسنت الامور إلى حد ما الآن وأنا اقرأ له بعض القصائد الانجليزية التي تكتب للناشئين وفيها فلسفة ومُثل جميلة تلون الحياة وتعيد بهجتها وتخلق في نفسه روح المقاومة للصعاب والثقة بالنفس. أقرأها له قبل أن ينام وافسر له الكلمات التي لا يفهمها في كل قصيدة وهي غالباً ليست بالكثيرة، وقد بدأ أول الامر بأن أخذ يعلق على كل بيت تعليق ينضح بمرارة نفسه ويأسه بلهجة تهكمية لاذعة على كل معنى يحمل التفاؤل أو الدعوة إلى النضال في الحياة والعمل والمثل. فشعرت بالحزن والغضب معاً وتوقفت عن القراءة وقلت له بأنني أقرأ له ليرى جمال الشعر والتعبير الموفق وليس لافرض عليه أن يؤمن بالآراء التي يتعرض لها الشعر نفسه وعرضت أن أتوقف إن كان الشعر نفسه لا يعجبه فاعتذر وأبدى إعجابه فاستمرينا بالقراءة  بعدها وقد أصبح يبدي لذة فائقة في سماعها ثم إبتدأ يطلب ان يقرأ هو. وهكذا نتابع الآن يقرأ هو ويشرح ويسألني عما لا يفهم ويكتب الكلمات التي لا يعرفها ليدرسها.

إستلم مؤنس البارحة رسالة مؤرخة في 9 الشهر وسر بها بالرغم من انها كانت قصيرة وأنا انتظر رسالتي التي لم تصل لليوم فلعلها تصل في الغد إذ أخبرتني إسعاف انها استلمت رسالة من امين مؤرخة في 9 البارحة فقد يكون البرد أخر الموزع إلى جبلنا.

هل سمح بالجرائد؟ لقد توقفت عن إرسالها منذ إسبوع ولكني سألت البارحة المراقبة عندنا فقالوا بأن كل شيء مسموح به وان ليس هناك منعاً. وأنا أفكر بالعودة للإرسال منذ الغد فأرجو أن يصلوا ما دام ليس هناك منعاً من هنا.

سأرسل في الغد مبلغ عشرين ديناراً إحتياطاً لاحتمال تأخري في أريحا بعض الوقت. هل استلمت العشرة دنانير التي ارسلتها في أول الشهر؟

عمر صحته تحسنت ونزلت حرارته بعد ان استمرت بضعة أيام مرتفعة جداً بالليل وتهبط بالنهار وقد غير له الدكتور حسن الدواء وأعطاه Sigman…  وتحسن ثاني يوم. وبالمناسبة الدكتور حسن معجب به جداً إذ يفحصه ويضع له الميزان ويدخل المعلقة في فمه ولا يصدر منه أي إحتجاج!

قبلات من الأولاد مع شوقي وحبي

لمعه

الرسالة بخط اليد: