حبيبي مؤنس
اليوم اكفهرت عندنا الدنيا وانتشر الغيم. وبدأت موجة برد شديدة نوعاً ما. فكيف الجو عندكم؟ ارجو أن يكون حسناً. وان تتمتعوا به. بشمسه وهوائه. وان لا تحرموا في هذه الأيام الجميلة، أيام العطلة، من هذه المتعة الرائعة. فاذا اطمأننت انا هنا الى انكم منشرحون ومبسوطون اطمأنت نفسي وانشرحت وانبسطت.
اليوم عيد الميلاد. وقد مررنا على رفاقنا المعيدين اليوم وعيدنا عليهم وحاولنا أن ننشر روح البهجة والسرور في المعتقل. طبعاً لايمكن أن يشعروا بالسرور تماماً. فمنهم آباء كانوا يتمنون أن يقضوا العيد مع أبنائهم. ومنهم أزواج كانوا يتمنون أن يقضوا العيد مع زوجاتهم. ومنهم الشباب الذين كانوا يتمنون أن يقضوه بين أهلهم وأصدقائهم. ولكنهم حرموا من هذا كله، دون أي سبب. ودون أن يقترفوا أي جريمة. وإنما يقضون عيدهم هنا دون أن يعرفوا لماذا. ودون أن يعرفوا لمتى.
البارحة لم أستلم رسالة لا منك ولا من الماما. ولكن أعتقد أني سأستلم رسالتين منكما غداً. فلأصبر حتى الغد.
كيف حال هشام وهيثم وهمام؟ هل تقضون وقتاً طيباً معاً؟ هل تتمتعون جميعاً بعطلة طيبة؟ أرجو ذلك. سلم عليهم. وأخبرهم أنني مشتاق لهم جميعاً.
سلامي إلى الجميع وخاصة جدو وإمي. وللماما ولعمر ولك قبلاتي واشواقي.