اريحا
منيف الحبيب
تمر الأيام وكأنها لا تمر أبداً. تمر ببطء بدون حساب وبدون معنى . وها هو آخر يوم في هذه السنوات التعسه يلفظ انفاسه الأخيرة، ونحن هنا نرقب زواله عل الفجر الجديد يحمل الأمل ويغير الخطوط ويغير المسير.
وتعود إلى ذاكرتي صور من آخر ليلة من السنة الماضية وكيف احتفلنا بها وكم استمتعنا بها ولكن هل تتذكر حمدي في تلك الليلة ونفسيته وكم كان منقبضاً واجماً ؟ لعله كان يرى فوق ما يُرى! لعله كان يحس بطريقة لا واعية أننا لن نحتفل هذا العام ولن نودع الساعات الأخيرة معاً فحزن مسبقاً. أما الموسيقى التي اسمعها الآن والساعات تتبخر من عمر اليوم والساعة تقرب الحادية عشر فهو سعال عمر المتقطع ونقيق ضفدعة في الساقية تحت شباكي.. قد تكون وحيدة أيضاً تسلي وحدتها بذلك النقيق. هل هو مزعج ممل أم أنني في حالة نفسية تجعلني أشعر بأنه يضرب على الأعصاب؟
لست أدري. كل ما أدريه هو أنني متضايقة غير قادرة على حصر أفكاري، قد يكون ذلك بسبب سعال عمر فمرضه يزعجني في الواقع أكثر من أي شيء آخر فمع ان سعلته قد طريت فإنها قوية واليوم فقط عادت حرارته طبيعية ولكني مستمرة على الدواء الذي اعطاني إياه الدكتور بدر من عنده … Amplomycin وقد اشتريت له دواء سعلة (Bromo Ephedrine ) with Antihistamine. وقد اضطررت إلى اعطائه منه لأنه يرفض أخذ ” الديجتون” لانه شديد المرارة فما رأيك بالدواء هذا وهل هو مناسب له ؟
سمعت من اسعاف ان الجرائد التي ارسلتها لك وصلت وقد ارسلت لك مجلات هذا الاسبوع مسجلة أيضاً أما الجرائد اللبنانية فأنا اجمعها لإرسال بضعة منها معاً لصعوبة ارسالها يومياً بطريقة مسجلة أما إذا طال الأمر بنا فأظن بأنه لا مفر من أن اداوم على ارسالها مسجلة ولو على دفعتين إسبوعياً أو ثلاث دفعات وسأجرب وأرى كيف نستطيع تنظيم ذلك.
صحة مؤنس في تحسن كبير ونفسيته تتحسن باطراد يشجعني على تجربة بقائه مع نعمت. واما شهيته فأصبحت ممتازة جداً. وقد اشتريت له البارحة كتابين اختارهما بنفسه ” صحة الاجسام ” والمملوك الشارد” وقد انكب على قراءة القصة بشغف كبير منذ وصلنا إلى البيت وقد اكملها اليوم قبل أن ينام مع ان عدد صفحاتها يقارب ال 200 صفحة. يبدو انكم لن تعودوا بالسرعة التي تحدثت عنها الشائعات. هل التأخير بسبب زيارة البابا والانشغال بها؟ نأمل ذلك.وماذا لدينا سوى الأمل والتأرجح به بين يوم وآخر؟
زارتني اليوم هنا اسعاف ومي الشاعر وسحاب وقضوا اليوم عندنا وكانت اخبارها غير مشجعة واخبرتني أنهم ارسلوا برقية الى رئيس الحكومة بشأنكم وبخصوص إحضاركم او احالتكم للتحقيق وطبعاً كان لا مفر من ارسالها بعد ان انقضت كل هذه الشهور دون أي إجراء أو افراج. وسنعود للمراجعة شخصياً إن لم تتخذ أي خطوة الى حين سفر البابا والى ذلك الحين فسننتظر.
ماذا أقول لك والسنة الجديدة تدق على الأبواب؟ لم تعد لنا من أماني سوى أن تعود الينا وتبقى معنا نعيش حياتنا ونتمتع بها كما يحق لكل انسان وكما تعيش الأسر السعيدة التي تنعم بكل يوم من أيامها.
كيف صحتك اليوم وكيف الطقس عندكم؟ عندنا حتى في أريحا بارد جداً ولكنها لا تكاد تمطر حتى يصبح الجو دافئاً والمشي لذيذ جداً.
توقفت قليلاً الآن عن الكتابة إذ صحا عمر ليشرب وعندما رآني اكتب طلب القلم ليكتب ثم قال مين أنا ينام جنبي؟ فقلت من تريد؟ قال أنا بد بابا ينام جنبي فلم أرد عليه فصمت قليلاً ثم قال طيب خلي مؤنس يجي ينام جنبي . فقلت له مؤنس نايم عند إمي وجدو في الغرفة الثانية فقال آه وبابا نايم عند تيته.
قبلات الأولاد وتحيات الجميع وأشواقنا مع حبي