١٩٥٩ – ١٩٦٣عودة الحياة الى طبيعتها: اطلاق سراح منيف وولادة عمر

* في اواخر 1958  تم اطلاق سراح جميع معتقلي الجفر. وعادت امور العائلة الى طبيعتها نوعاَ ما، وعاد منيف الى عيادته ومرضاه، ولكن ايضاً الى العمل السياسي. وفي سنة 1961 وتحت الحاح شديد من مؤنس في طلب أخ له، ولد عمر في 17/5/1961.

أخي عمر

لو لم يكن أخي عمر موجوداً في هذه الدنيا لما عرفت إلى أين وصل انحداري نحو الحضيض. بعد تسع سنوات من الوحدة ناشدت أمي وأبي أن “يعززاني” بأخ يسندني ويساندني.

كان والدي يعلق ضاحكاً:

– هل يمكن أن تفهمني كيف سيسندك أخ أصغر منك بعشرة أعوام؟

وتقول أمي وهي تعانقني:

– معظم العظماء كانوا بلا أشقاء: سيدنا محمد كان بلا أشقاء. سيدنا المسيح كذلك.

فأصرخ:

– أنا لست نبياً. أريد شقيقاً ليقف إلى جانبي.

فيقول والدي متضاحكاً:

– وماذا لو أذعنا لمطلبك هذا … ثم رزقنا بأخت لا بأخ؟

أرد بسخط:

– أريد شقيقاً ذكراً حتى لو رزقنا به بعد ثلاثين أخت.

فتقول أمي:

– لكنك تعرف أن حياتي مهددة بالخطر إذا أنجبت ثانية.

عند ذلك يظلم وجهي وأفر من البيت وأهيم على وجهي في شوارع اللويبدة قانطاً لاعناً حظي.

من الواضح أن إحساسي بالأمان كان ضعيفاً جداً. كنت أفتقر إلى الإحساس بأنني في أمان “Secure”. فأنا أنام إلى جانب والدي وأستيقظ في الصباح فلا أعثر له على أثر. وحين أسأل أمي تقول:

– اعتقلوه.

وفيما بعد كنت أنام ابن رجل يتربع على قمة هرم  السلطة في دمشق ثم في بغداد لاستيقظ من النوم الثاني فأجد أننا مشردون جراء انقلاب قام به أقرب المقربين إلينا من الرفاق.