١٩٦٣/٧/٣١ لمعه : صدمة مفاجئة ، لكن ستعود للنفس قوتها.. تحياتي لجميع الرفاق

عمان

منيفي  الحبيب،

لست ادري متى ستصل إليك رسالتي هذه آمل أن تصلك في اقرب وقت. البيت خال بدونك وحتى رنين ضحكات عمر لا تخفف كثيراً من شعور مؤنس وشعوري بالوحشة و بالوحدة  .. وهو يحس بان شيئا غير عادي قد حدث فينقطع لعبه ليركض إلي ويقول ” انت دح انت حبيبتي لأ إزعلي “. وهو يسأل عنك باستمرار. واليوم صباحاً عندما صحا من نومه سألني ” مين هادا بيشخر. بابا؟ فقلت لا مؤنس فعاد ليسال وين بابا؟ أما مؤنس فأعصابه من حديد وهو رجل البيت بكل معنى الكلمة لقد نضج نضوجاً كبيراً وقد أتت حادثة الأمس لتنقله تماماً من عالم الطفولة اللاهي إلى عالمنا هذا.

كيف كانت رحلتك؟ وكيف كانت الطريق؟ وكم ساعة استمرت ؟ يقولون أن هناك طريق معبدة مريحة ! فهل سلكتموها أرجو أن لا تكون هذه الرحلة قد ذهبت بفائدة الراحة الطويلة التي قضيتها في الفراش وأرجو أن اسمع فعلاً أن شمس الجفر قد اعاضتك عن علاج الكهرباء في البيت.. لعل وعسى هذا ما نملك الآن وأما إن أحسست بأقل بادرة من رجوع الألم واشتداده فلي رجاء أن تخبرني حالاً وألا تنسى مواعيد المقوى والعلاج.. هل أبدو كمعلم المدرسة؟ كيف تبدو رسالتي لست ادري! كل ما أدريه أنني اشعر بدوامة كبيرة تلفني فقد كانت الصدمة مفاجئة وكان ذهابك غير متوقع ولكنه تأثير لن يستمر وستعود للنفس قوتها وللأعصاب احتمالها فلا يكن لك أي ريب في هذا وستكون رسائلنا القادمة أكثر حيوية . مرسلة إليك الجرائد والمجلات ، ولك حبي وقبلاتي وأرجو أن تكتب كثيراً . تحياتي لجميع الرفاق.

ذهبت لعند بهية(1) وشدينا أعصابها فطمئن حمدي وشد أعصابه في تجربته الأولى!

لمعه

الرساله بخط اليد:

(1) بهية زوجة حمدي الساكت.