أول ما كتب

في مجلة صوت الجيل العدد الخامس لعام 1949 صدرت عن ثانوية اربد للبنين بعنوان « نحو جيل قوي »1949

لقد أفلس الجيل القديم ، أفلس الجيل الذي قاد هذه الأمة خلال ثلاثين عاما ً أسلسنا له فيها القياد ، و أطعناه الطاعة العمياء ، و سرنا خلفه حيث سار . و لكن هذا الجيل القديم كان يسير و هو لا يكاد يعرف إلى أين المصير و كان يجاهد و هو لا يكاد يدري أين تستقر به الأمور لا سبيل مرسوم و لا اتجاه واضح و لا غاية ملموسة ، حتى تردينا في هذه الهوّة السحيقة التي انتهينا إليها ، و دفعنا لها ثمنا ً باهظا ً كلفنا لأموالنا و أنفسنا و أوطاننا و بيوتنا و ملاعب صبانا فحسب ، بل لقد كدنا ندفع لها ثمنا ً إيماننا بحقنا في الوجود ، و عقيدتنا بإمكانيات هذه الأمة .

و عزمنا على أن نخلف أمة جديدة حيّة قادرة على أن تؤكد ذاتها في العالم الجديد . إننا لم نشعر يوما ً بالحاجة إلى دم جديد و جيل جديد و عقلية جديدة كما نشعر هذه الأيام ، أن نفسيتنا في حاجة إلى انقلاب عميق ، حقيقي ، ينبعث من ذواتنا و يصدر عن شعورنا بالألم ، الألم القاسي العنيف الذي يصور نفوسنا و يغسلها من أدرانها و يبعثها حيّة جديدة نشيطة تنسف إرث الماضي و تخلق أمة من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *