١٩٦٣/١٢/٤” عيد مؤنس “

منيف الحبيب

            اليوم استلمنا رسالتك الوحيده لمؤنس. فقدرت أنك انشغلت بتدبيج رسالتك إليه بمناسبة عيده فلم يعد لديك وقت لرسالة ثانية، فعزيت نفسي بقرائة الرسالة الحلوه الرائعة المرسلة له . وأما يوم أمس فقد حاولت أن أضفي عليه البهجة ما استطعت. وحاولت أن أُشعر مؤنس بأن عليه أن يحتفل ويبتهج بعيده ويشكر الله على أنك تتمتع بصحة جيدة ونسمع منك ونطمئن عليك ولو كنت بعيداً. وبما أنه أصرعلى عدم دعوة أحد من أصحابه فقد أرسلنا له كعكة من صنع أم سليمان التي صنعت له ثلاث كعكات كبار مع كعكة عيد الميلاد إلى المدرسة واعطيتها لمعلمة الصف وطلبنا منها أن تحتفظ بها لآخر حصة ووضعت عليها الشموع . وقد كانت المعلمة في غاية اللطف. وعندما عاد مؤنس إلى البيت كان وجهه يتلألأ سروراً وقال وهو في أشد حماس لماذا فعلت هذا؟ لم يحدث ذلك أبداً لأي طالب، فقد جعلت المعلمه أخر ربع ساعة إستراحة وطلبت من الأولاد سرد النكت ثم دخلت الكعكة وعليها الشموع مضاءة فلم يخطر ببالي أنها لي ثم بدأ الأولاد يغنون لي مع المعلمة وكانت مفاجأة غير متوقعة . وكانت بقية الكعكات تنتظره في البيت. فنظر حواليه وقال هل سمعت أن بابا سيأتي اليوم؟ فقلت قد يأتي اليوم أو في القريب وفي أي وقت عاد فإنه يريد أن يراك مبتهجاً فرحاً وخاصة في هذا اليوم. وأما هداياة فكانت رائعة فقد أهداه ابوسليمان راديو ترانزستر صغير يضعه في جيبه ويأخذه للمدرسة. وقد كان يتمنى الحصول على مثله. وكنت أنوي شراءه في عيده القادم . ثم أحضر له وليد قطعة قماش بدلة رائعة “كربون” إنجليزي. والأرجح أنها إحدى الهدايا النفيسة التي يستلمها. وقدمت له أم صالح بإسم صالح مزمار ” Clarinet” مع نوتات وثلاث إسطوانات لفهد بلان فقد سبق أن فهمت أنه معجب جداً بفهد ويتمنى الحصول عليها. وأحضرت له نعمت جاكيت سبور حاضر مع بعض إسطوانات وبقية الهدايا من إمي وابي كانت فلوس. وأما هديتك له فقد كانت البدلة الرجالية التي ذكرت لك سابقاً أني سأفصلها له. وهكذا فقد تحققت جميع أحلامه في هذا العيد وحصل على كل ما كان يشتهي عدا حلمه الأكبر. عودتك.  وقد بقيت عندنا إمي طيلة هذا الاسبوع وتركت الوالد في أريحا إكراماً لعيون مؤنس. أما هديتي له فقد كانت دفتر مكاتيب بغلاف جلدي مع مغلفات ليكتب إليك. ولأصدقائه فيما بعد. وأما هدية عمر فقد كانت  قميصاً سبور … سر له مؤنس كثيراً. أما البدلة (هديتك) فلم تخلص بعد فأرجو أن لا تأت من عند الخياط إلا وأنت هنا لتدفع أجرة خياطتها.

            ماذا تريد أنت لعيدك؟ لقد تحدث مؤنس كثيراً عن الهدايا التي يريدها قبل عيده بأشهر وأسابيع وكان ان حصل عليها جميعاً طبعاً فيما عدا هديته الكبيرة – انت- فماذا تريد أنت لعيدك. لقد طلبت أن لا أرسل أي شيء لأن زنزانتك تكاد تطفح بما فيها فليس هناك حلاً إلا أن تعود قبل ذلك لكي لا أضطر إلى زيادة حملك في العودة.

نحن جمعاً بصحة جيده ولكن صبرنا يكاد ينفذ خاصة ان الإفراج مستمر .

لك قبلاتي واشواق من مؤنس وعمر ولك حبي وشوقي.

لمعه

  الرسالة بخط اليد: