منيف الرزاز

من هو :
"احمد منيف" الرزاز، سياسي عربي، ولد في دمشق عام 1919. هاجر مع أسرته إلى عمان عام 1925 ، وتخرج طبيباً في جامعة القاهرة وعاد إلى عمان ، وأنضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1950 ، ونُفي إلى سوريا عام 1952 ، وأعتقل مع مجموعة من السياسين الضباط الأحرار عام 1957 في سجن الجفر في معان، واعتقل للمرة الثانية عام 1963 على إثر محادثات الوحدة بين مصر وسوريا والعراق. أطلق سراحه سنة 1964 ووضع تحت الإقامة الجبرية.

إنتخابه :
أنتخب أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1965 فانتقل إلى دمشق ، ثم عاد إلى الأردن سنة 1967 ، وشارك الهيئات القيادية للمقاومة الفلسطينية. انتخب سنة 1977 أميناً عاماً مساعداً لحزب البعث فانتقل من عمان إلى بغداد ، ثم نُحّي عن هذا المنصب عام 1979 وفرضت عليه الإقامة الجبرية مع زوجته (لمعة بسيسو) وابنته (زينة) ، وتوفي وهو قيد الإقامة الجبرية في بغداد في عام 1984 ، وبناءً على وصيته الوحيدة دفن في الأردن. ومن الجدير بالذكر أن منيف الرزاز هو والد الكاتب مؤنس الرزاز و رئيس الوزراء الأردني د. عمر الرزاز.

مؤلفاته :
الحرية ومشكلاتها في البلدان المتخلفة. نشره دار العلم للملايين بيروت بدون سنة نشر.
معالم الحياة العربية الجديدة. نشره دار العلم للملايين بيروت 1960.
فلسفة الحركة القومية العربية. نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1978.
تطور معنى القومية. نشره دار العلم للملايين بيروت بدون سنة نشر.
أزمة اليسار العربي. نشرته دار الطليعة بيروت 1975.
السبيل إلى تحرير فلسطين .نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1974.
فلسطين والوحدة 1969 - 1975. نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1975.
الوحدة العربية هل لها من سبيل؟. نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1974.
لقاء الثورات واللقاء الثوري. نشرته دار الطليعة بيروت بدون سنة نشر.
أحاديث في العمل الفدائي. نشره دار الطليعة بيروت 1970.

كما له أيضاً كتاب التجربة المرة عن تجربته الطويلة مح حزب البعث وهي بمثابة نقد ذاتي لممارسات الحزب ويُقال ان نشر هذ الكتاب هو الذي تسبب في سجنه والتخلص منه بعد ذلك من قبل الحزب في بغداد .

ملاحظات :
أحمد منيف هو اسم مركب يتكون من مقطعين، ويُطلق اختصارًا منيف.

أول ما كتب

في مجلة صوت الجيل العدد الخامس لعام 1949 صدرت عن ثانوية اربد للبنين بعنوان « نحو جيل قوي »1949
لقد أفلس الجيل القديم ، أفلس الجيل الذي قاد هذه الأمة خلال ثلاثين عاما ً أسلسنا له فيها القياد ، و أطعناه الطاعة العمياء ، و سرنا خلفه حيث سار . و لكن هذا الجيل القديم كان يسير و هو لا يكاد يعرف إلى أين المصير و كان يجاهد و هو لا يكاد يدري أين تستقر به الأمور لا سبيل مرسوم و لا اتجاه واضح و لا غاية ملموسة ، حتى تردينا في هذه الهوّة السحيقة التي انتهينا إليها ، و دفعنا لها ثمنا ً باهظا ً كلفنا لأموالنا و أنفسنا و أوطاننا و بيوتنا و ملاعب صبانا فحسب ، بل لقد كدنا ندفع لها ثمنا ً إيماننا بحقنا في الوجود ، و عقيدتنا بإمكانيات هذه الأمة .

و عزمنا على أن نخلف أمة جديدة حيّة قادرة على أن تؤكد ذاتها في العالم الجديد . إننا لم نشعر يوما ً بالحاجة إلى دم جديد و جيل جديد و عقلية جديدة كما نشعر هذه الأيام ، أن نفسيتنا في حاجة إلى انقلاب عميق ، حقيقي ، ينبعث من ذواتنا و يصدر عن شعورنا بالألم ، الألم القاسي العنيف الذي يصور نفوسنا و يغسلها من أدرانها و يبعثها حيّة جديدة نشيطة تنسف إرث الماضي و تخلق أمة من جديد.

من أقوال منيف

”ان ظاهرة الحكم العسكري أصبحت ظاهرة في منتهى الخطورة وانها أصبحت تهدد الحركة القوميه العربيه تهديداً حقيقياً وخطيراً”.  من كتاب “التجربة المرة”.
 
"صفحه 70"

 

 

من النهاية إلى البداية

تبدأ رحلة الرسائل والمذكرات من النهاية، بقصاصة صغيرة كتبها مؤنس سنه 2001، قبل أشهر من وفاته. تلخص القصاصة خير تلخيص، وبأسلوب مؤنس المميز،  سيرة الأسرة على مدى خمسين عاما كما عاشها.

 

تأملات

مؤنس الرزاز

في رحلتي الطويلة من زياراتي إلى “الجفر” طفلاً، إلى انقلابات الرفاق السابقين في دمشق وبغداد .. رأيت ملايين العيون. حدقت فيها فمستني كهرباء ترسل ألاف الرسائل: رسائل الحب والخديعة  والمرارة والمراوغة والصراحة : كهرباء خفيه نورها ملموس!

من سكينة جبال الألب في  النمسا إلى الحرب الأهلية في لبنان وصخبها المدموم سمعت مشجرة الموت في القلوب القوية الفتية الرياضية، حفيف الربيع في ذكريات العجائز،  نبض الخريف في مستقبل الصبايا.

في رحلتي هذه رماني المحارب الكبير في بحر من دماء الحرب .. وما جاوزت التاسعة من عمري . وقال بصوت حازم:

– تعلم سباحة الحرب. الحرب فن الحياة والصراع فلسفتها ، والبقاء للأقوى .وخير وسيلة لتعلم السباحة.. القفز الشجاع المغامر إلى الماء، والعار للمترددين!

وأنا كنت متردداً .. لا أحب سماع قعقعة السيوف ، ولا شم رائحة الدماء . كنت ولداً مرهفاً شفيفاً يحب إجادة فن قراءة العيون، والإصغاء إلى الربيع ينبض في شرايين الشيوخ، والنسغ  يجري في عروق الشجر اليافع والعريق والشاهق الباسق والمنحني المتعب.

من سجن صحراوي ، إلى انقلاب في عاصمة الأمويين ، وآخر في عاصمة العباسيين ، مرورا بجبال الألب وحرب بيروت وجامعة ” جورج تاون” … حدقت في ملايين العيون ، تتحدث ملايين اللغات، وحاورتها كلها في سجال ممتع خلاق..

على هذه الأرض ما يستحق الحياة!